بلنوار عبد الرزاق

بلنوار عبد الرزاق

لـــــــوم و عتــــــــــــاب

سؤالك ما الكباكب والقشيـــــب؟-----سؤال منـه واعجبي أشيـــب
أنا الحجاج لا أرضى عــــــيوبا------وأرضى النبل في صدري يصيب
أنا الكرّار والأشعار سيفـــــــــي------أنا النظام و الرّجل الأديـــــب
أ مريم إن تغالي في عتابـــــــي--------- فإني الصّلدم الصلد الصلـــــيب
أنا أسد النّوائب والـــــــرّزايا------- أنا عجب وإعجابي عجــــيب
أنا من يقرض الأشعار عـــــزاّ-------- أنا المنطيق والرّجل الخطــيب
سألت أيا غرابي عن غريــــب--------فصار القول منك هو الغريـب
لسان العرب إعجاز غريـــــب--------لســان العرب إعجاز مهيـــــب
جميل أن أرى من بين نشئـــي--------جــريئا في مساءلتي يعيـــــب
واشكر من يجاريني لـــــــسانا------ فصدري كوكــب رحب رحيــب
سؤالك في رياض الشعر شوك------وإني رغـم أشجاني أجيـــــــب
ألا رفقا بعان في انــــــــــكسار------يروّي خدّه الدّمــــع السّكيـــــب
ويشفي حاله الصفح الجميــــل------ ويشفـــي قلبه اللّفح اللهيــــــب
فلا الآمال يصنعها اصطباري------ولا الآلام يقطـــــعها النّحيــــب
ولا الأقدار تمنعها حـــــذاري-------ووزن الشّعر يفقهـــه اللبيــــــب
ولكن هكذا الآساد تأبـــــــى-------- بأن يطغــــى بساحـتها الدّبيــــب
فان العز من عيني يشــــــع-------- ومن طلب الهزيمة لــي يخيــب
كذاك الحبّ علمني فصلـــــى------عليــه الواحد البر الحـسيـــب

كلمات الأستاذ :بولنوار عبد الرزاق

الشــــباب وإعصـــــار التـــــــيه

رأيت شباب اليوم أسير أحلام لا وجود لها ،رهين أوهام لا سبيل إلى الحقيفة فيها، فلقد نال من الخيال أوطارا لم ينلها من الحقيقة، هذا الذي جعله مستأنسا بالقصور التي كان قد رصها رصا في زمن الأحلام، لكنها سرعان ما تتداعى فوق رأسه بعدما يصحوا من سباته .
لقد انفصم شبابنا عن حضارته، وانسلخ من دينه، واستحدث قطيعة بينه وبين عروبته، حيث أنه صار وثابا على التقليد والنقل، دونما أدنى وعي ولا عقل، ويرى واهما أن المثالية في غيره، والصواب كل الصواب في ما يستورده من عند هؤلاء، وصار يتهم ذاته بالرجعية، وبتعلق بذات أقل ما يقال فيها أنها طيفية خيالية، حيث أننا نراه مقداما على ما يسمى بالتكنولوجيا، يلتهم قشورها بشراهة، ويطرح لبها بسفاهة، جاهلا أو متجاهلا فالأمر سيان، هي حقا قمة اللاوعي وذروة اللامسؤولية من فئة هي العماد والركيزة للأمة في قاموس الحضارة، وفي عرف المتحضرين .
ففي الوقت الذي امتطى فيه غيرنا فلك التقدم والتحضر، رأينا شبابنا يركب قربة نفخ جوفها بهواء الجهل، ثم أوكتها بحبل التهور، يريد –على ظهرها –أن يهرب من الحقيقة المريرة، إلى خيال قد يكون حلوا أو أقل مرارة، ولكن سرعان ما تثقب القربة بإبرة الواقع، فيصيبها الانكماش بعد وهم الانتفاش، حينها وقعت الواقعة، ولم يجد الشباب أمامه من حل سوى أن يمسكوا بالريح، علها تقلهم إلى بر الأمان، ولا يزالون هكذا يتلجلجون في مصيبتهم يرومون الخلاص المستحيل، حتى يدركهم الغرق. وليس هناك كلمة عزاء أبلغ لهم من قول العرب : يداك أوكتا وفوك نفخ.




ليست هناك أي مشاركات.
ليست هناك أي مشاركات.